![]() |
رينان لودي |
كورة بيرفكت – فهد الحربي
وسط أجواء معسكر الهلال المقام حاليًا في مدينة دوناوشينجن الألمانية، يبدو أن المدافع البرازيلي رينان لودي يعيش فترة دقيقة تتطلب منه أكثر من مجرد التمرّن بجدية.
إذ لا يخفى على أحد أن المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي يُراقب كل شيء بعينٍ فنية صارمة، بما في ذلك أداء لودي الذي بات يخضع لتقييم مستمر قد يُحدد مصيره النهائي مع الفريق.
ومن الطبيعي أن تُثير هذه المتابعة الدقيقة العديد من التساؤلات، خاصةً وأن لودي يُعد أحد أبرز الصفقات التي أبرمها الهلال في العام الجاري، حين ضمه من نادي مرسيليا الفرنسي.
لكن يبدو أن قدوم إنزاجي غيّر بعض المعايير؛ فالمدرب الجديد لا يعتمد على الأسماء بقدر ما يُفضل من يلتزم بفلسفته التكتيكية.
في هذا السياق، كشفت مصادر قريبة من إدارة النادي أن القرار النهائي بشأن بقاء لودي أو رحيله لن يُتخذ إلا بعد انتهاء المعسكر الحالي.
وهذا ما يعكس بوضوح مدى تمسك الإدارة برؤية المدرب الفنية، وحرصها على منحه كامل الصلاحيات لاختيار من يخدم مشروعه القادم.
ورغم هذه الأجواء المشحونة بالتقييم والترقب، لا تزال تصريحات وكيل أعمال لودي، بابلو ميراندا، التي أدلى بها في مايو الماضي، عالقة في الأذهان.
فقد أكد حينها أن النادي لا يفكر مطلقًا في التخلي عن اللاعب، بل واعتبره عنصرًا أساسيًا في الخطة المستقبلية.
غير أن واقع المعسكر اليوم يُظهر شيئًا مختلفًا، أو على الأقل، يفتح الباب أمام سيناريوهات لم تكن مطروحة من قبل.
لكن ما يجعل الموقف أكثر تعقيدًا، أن لودي قدّم موسمًا جيدًا من الناحية الإحصائية؛ حيث شارك في 42 مباراة، أحرز خلالها 4 أهداف، وصنع 10 تمريرات حاسمة.
ومع أن هذه الأرقام تُعد ملفتة بالنسبة لظهير أيسر، إلا أنها قد لا تكون كافية لإقناع إنزاجي الذي يبحث عن أكثر من مجرد مساهمات هجومية.
فما يريده المدرب الإيطالي، وفقًا لتجربته السابقة مع إنتر ميلان، هو لاعب يُجيد التمركز الدفاعي، ويفهم التحولات السريعة، ويُنفّذ التعليمات دون ارتباك أو اجتهاد زائد عن الحاجة.
وهنا تبرز الإشكالية: هل يمتلك لودي هذا النوع من الذكاء التكتيكي الذي يُراهن عليه إنزاجي؟
أم أنه أقرب إلى الظهير الكلاسيكي الذي يُفضل التقدم على حساب التوازن الدفاعي؟
من ناحية أخرى، لا يمكن تجاهل الجانب المالي في القضية.
فاللاعب يبلغ من العمر 27 عامًا، وتُقدّر قيمته السوقية بـ13 مليون يورو، ما يجعله ضمن الفئة "غير السهلة" في سوق الانتقالات.
وبالتالي، فإن الاستغناء عنه – إن تم – لن يكون قرارًا بسيطًا، لا فنيًا ولا اقتصاديًا.
وفي ظل هذه المعطيات، تُواصل الإدارة الهلالية عملها خلف الكواليس لإعادة ترتيب قائمة الفريق، حيث تسعى إلى خلق توازن بين التطلعات الفنية لإنزاجي، ومتطلبات المنافسة محليًا وقاريًا.
ومن هنا، يُمكن القول إن الأيام المقبلة ستحمل الكثير من الإجابات، وربما المفاجآت أيضًا.
وسواء استمر لودي أو غادر، فإن المؤكد أن الهلال دخل مرحلة جديدة من التقييم الشامل، حيث لا مكان للمجاملات، ولا ضمانات لأحد.