![]() |
| لاعبين ريال مدريد |
كورة بيرفكت – فهد الحربي
في الوقت الذي يبدو فيه كل شيء مستقرًا داخل ريال مدريد، تتحدث مصادر قريبة من النادي عن توتر خفي بين تشابي ألونسو وعدد من لاعبيه الكبار.
صحيح أن الفريق لم يدخل في أزمة علنية بعد، لكن المؤشرات داخل غرفة الملابس توحي بأن العلاقة بين المدرب وبعض العناصر ليست في أفضل حالاتها.
منذ توليه المهمة، حاول تشابي ألونسو فرض نظام جديد يقوم على الانضباط والدقة، غير أن بعض اللاعبين اعتبروا ذلك تدخلًا في حياتهم الشخصية.
وبينما يراها البعض خطوة ضرورية لاستعادة الهيبة، يراها آخرون محاولة للسيطرة الزائدة.
ومن هنا بدأت الشرارة الأولى.
من الرفاهية إلى الانضباط القاسي
خلال الموسم الماضي، عاش الفريق أجواء أقرب إلى الراحة المفرطة.
فقد كانت التدريبات مرنة، والغيابات تُمرر دون عقوبات تُذكر، حتى أصبح النادي أشبه بمكان مفتوح للأصدقاء أكثر منه مؤسسة رياضية تنافسية.
لكن مع وصول ألونسو، تغيّر كل شيء تدريجيًا.
فقد بدأ بتطبيق قواعد صارمة، وألغى بعض الامتيازات التي كان اللاعبون يعتبرونها جزءًا من “ثقافة مدريد”.
ولعل أبرز ما كشف التوتر كان ما حدث بعد مباراة ريال مايوركا؛ إذ قرر عدد من اللاعبين السفر مباشرة إلى إيبيزا بطائراتهم الخاصة، متجاهلين تعليمات العودة الجماعية إلى مدريد.
ذلك التصرف، رغم أنه لم يُناقش علنًا، ترك أثرًا واضحًا في علاقة المدرب ببعض النجوم.
الشرخ الصامت يتسع
مع مرور الأسابيع، بدأ ما يمكن وصفه بـ “الشرخ الصامت” داخل الفريق يتّسع شيئًا فشيئًا.
فمن جهة، لا أحد يريد الصدام المباشر مع المدرب الجديد، ومن جهة أخرى، الثقة المطلقة لم تعد كما كانت.
أحد أفراد الطاقم الفني قال إن “ألونسو يدير المجموعة بذكاء، لكنه يعلم أن بعض اللاعبين يختبرون صبره”.
وبينما تلتزم الإدارة الصمت، يدور الحديث في الإعلام الإسباني حول ما إذا كان هذا التوتر سيتحول إلى مشكلة أكبر مع أول تعثر.
وبعبارة أخرى، يبدو الهدوء الحالي مؤقتًا لا أكثر.
اللاعبون الشباب يؤيدون.. الكبار يعارضون
من الملاحظ أن الانقسام داخل الفريق لا يتعلق فقط بالآراء، بل بالفئة العمرية أيضًا.
فاللاعبون الشباب وجدوا في انضباط ألونسو فرصة حقيقية لإثبات أنفسهم، معتبرين أن النظام يمنحهم فرصًا متكافئة.
أما اللاعبون المخضرمون، فقد شعروا أن مكانتهم التاريخية داخل النادي لم تعد تمنحهم نفس المساحة من الحرية.
ومن هنا، بدأت تظهر الفجوة.
فكل معسكر يرى نفسه على حق، والإدارة تحاول التوازن بين الحفاظ على هيبة المدرب وعدم خسارة نجومها الكبار في الوقت ذاته.
المحيط الخارجي يؤجج الخلاف
الأمر لا يتوقف داخل جدران النادي فقط.
فالوكلاء، والمستشارون، والمقربون من بعض اللاعبين يلعبون دورًا واضحًا في تأجيج الوضع.
كل طرف يحاول إقناع لاعبه بأن المشكلة ليست فيه، بل في أسلوب المدرب الجديد الذي “يقيّد الإبداع”.
وهكذا، تتحول الملاحظات الصغيرة إلى أزمات نفسية خفية، تتسرب تدريجيًا إلى أرض الملعب.
ومع ذلك، لا يبدو أن ألونسو مستعد للتراجع.
فهو يواصل تطبيق فلسفته خطوة بخطوة، دون ضجيج، وكأنه يرسل رسالة غير معلنة: “إما الانضباط أو الباب مفتوح.”
في الوقت الراهن، يعيش ريال مدريد مرحلة دقيقة بين الاستقرار الظاهري والتوتر الداخلي.
قد لا تكون هناك أزمة حقيقية بعد، لكن المؤشرات تُظهر أن الثقة بين المدرب وبعض اللاعبين تحتاج إلى ترميم سريع قبل أن تتفاقم الأمور مع أي نتيجة سلبية قادمة.
ألونسو من جانبه يراهن على الوقت والانضباط لإعادة التوازن، لكن إن لم تتحسن العلاقة قريبًا، فقد يجد النادي نفسه أمام مفترق طرق جديد في موسم كان يُفترض أن يكون بداية مرحلة ذهبية.
